بدأ المؤتمر الثاني والثلاثون للاتحاد العام العربي للتأمين (GAIF)  في الحمامات تحت رعاية فخامة رئيس الجمهورية التونسية في الفترة من 24 إلى 27 يونيو .2018. ووفقا لكامل شيباني ، المدير التنفيذي لاتحاد شركات التأمين التونسي (FTUSA) ، حضر 1400 مشارك وخبير من 51 دولة. على هامش المؤتمر الذي استمر ثلاثة أيام والذي عُقد حول موضوع “التحول الرقمي وصناعة التأمين في العالم العربي” ، عُيِّنَت رئاسة الرابطة إلى تونس في شخص رئيس الاتحاد التونسي لشركات التأمين “FTUSA” لاسعد زروق ، لمدة عامين.

أكد رئيس الاتحاد العام العربي للتأمين الجديد  لأسعد زروق أن “تونس ستبدأ فترة رئاستها للنقابة باقتراح خطة عمل استراتيجية ستقدم إلى مجلس المؤتمر من أجل تغيير أساليب الحوكمة في الاتحاد. وتعزيز دورها كقاطرة لشركات التأمين العربية لمزيد من الأداء والكفاءة التكنولوجية.

  وأشار إلى أن المؤتمر كان فرصة لتعميق التفكير في متطلبات التحول الرقمي والآليات التي سيتم تنفيذها لجعل هذا الانتقال ناجحاً.

  ودعا زروق إلى تنويع عرض التأمين وتعزيز القيمة المضافة للمنتجات المقدمة للعملاء.

ضم هذا الحدث مهنيين في مجال التأمين من عدة بلدان من بينها تونس ومصر ولبنان والإمارات العربية المتحدة وفرنسا وبريطانيا العظمى. هذا المؤتمر الذي ركز على "التحول الرقمي وصناعة التأمين في العالم العربي" ، كان فرصة لتحليل أهمية التحول الرقمي لشركات التأمين في العالم العربي وتطوره في جميع أنحاء العالم.

     تونس ارض الاجتماعات والحضارات

تم تنظيم المؤتمر تحت شعار

"التحول الرقمي وصناعة التأمين في العالم العربي"

إن التغيرات التكنولوجية السريعة التي يشهدها العالم من خلال الاكتشافات الرقمية والذكاء الاصطناعي أو ما تعبر عنه "الثورة الصناعية الرابعة" ستغير علاقة البيئة البشرية وستؤدي حتمًا إلى تغيير شامل في الاحتياجات وطرق الاستجابة لها من قبل الجهات الفاعلة الاقتصادية والمالية

لن يتم عزل قطاع التأمين عن هذه التحولات التي ستجسد مفهوم القرية العالمية الرقمية ولن تكون هناك أرض أو بلد أو قطاع أو شركة محرومة من هذه التغييرات.

وتأمل اللجنة المنظمة أن يكون هذا المؤتمر مناسبة لدراسة آليات المشاركة التطوعية في هذه الثورة الرقمية لخدمة عملائنا وضمان استدامة صناعة التأمين في بلادنا.

وتناولت الموضوعات الأخرى دور التقنيات الحديثة في قطاع التأمين ومستقبل سوق التأمين في العالم العربي

 

 

وفى لقاء  مع الرئيس الجديد للاتحاد العام العربي للتأمين GAIF ، السيد الأسعد زرّوق والذي تم انتخابه في تونس ، وهو كذلك الرئيس والمدير العام للتعاونية للتعليم وهي شركة من أوائل شركات التأمين في تونس. السيد الأسعد زرّوق هو من أهم الشخصيات البارزة في دولة تونس في مجال التأمين وفي مجال الاقتصاد.

تم مؤخرا تعيين الأسعد زروق في هذا المنصب بعـد تجربـة مهنيـة زاخـرة بالنجاحـات شـغل خلالهـا عديـد المناصـب و عديـد الخطـط في هيـاكل عموميـة و مؤسسـات عريقـة و كـبرى منهـا خطـة مراقـب عـام للتأمين بـوزارة الماليـة سـنة 1989 ثـم مديـرا عامـا للضـمان الاجتماعـي بـوزارة الشـؤون الاجتماعيــة بــي ســنتي 2004 2009 ، و عضــو المجلــس الاقتصــادي و الاجتماعــي منــذ ســنة 2006 ، فرئيســا مديــرا عامــا للصنــدوق الوطنــي للتأمين عــلى المــرض كــما تــوّلى خطــة رئيــس مديــر عــام الشركــة التونســية للتأمين وإعـادة التأمين «سـتار» مـن سـنة2011 إلى منتصـف سـنة2017 ورئيـس الجامعـة التونسـية لـشركات التأمـين أيضـا.

أن تعاونيــة التأمــين للتعليــم هــي مؤسســة عريقــة مــن أولى المؤسســات التــي تــم انشــاءها بعــد الاســتقلال، نجحـت في دعـم موقعهـا ضمـن شركات التأمـين العـشر الأولى في تونـس وسـجلت حضورهـا في ترتيـب أهـم الـشركات الافريقيـة في مجـال التأمـين سـنة 2016 )المرتبـة 76 افريقيـا).

كـما تعمـل تعاونيـة التأمـين للتعليـم اليـوم في كنـف الشـفافية التامـة على مواكبـة التطـورات الرقميـة في تطويـر المؤسسـة وخدماتهـا وآليـات العمـل داخلهـا.

بزنس لايف: أستاذ الأسعد زروق، أود أن أسألك: الكل متشوق لمعرفة ما الذي تود القيام به كونك الرئيس الجديد للاتحاد العام العربي للتأمين. ما هي تطلعات ورؤية الرئيس الجديد؟
الأسعد زروق: أشكرك على اهتمامك ومساهمتك الفعالة في إنجاح المؤتمر الذي تم عقده في تونس. نتمنى أن نكون قد أدينا الواجب، ونعتذر عن كل التي ربما حدثت عن حسن نية خلال هذا المؤتمر. تونس لها الشرف بأن تترأس الاتحاد العربي للتأمين ومجلس الاتحاد. قبل أن نترشح تقدمنا بتصورات لإرساء التخطيط الاستراتيجي على مستوى الاتحاد. فطبيعتنا أن نراكم النجاحات ونحسّن ما يمكن تحسينه. في هذا الإطار تم الاقتراح على المجلس وتم تبنيه من قبل المجلس إحداث لجنة استشرافية استراتيجية يعهد إليها خلال بعض أشهر أي انطلاقاً من سنة 2019 بتقديم تصور تخطيط استراتيجي لدور الاتحاد وحوكمته ولتطوير آلية العمل من أجل الاستفادة أكثر من مستوى الاتحاد وموقعه على مستوى قطاعات التأمين العربية وأسواق التأمين العربية وشركات التأمين وإعادة التأمين العربية كذلك من أجل أن يكون الاتحاد قاطرة لتصورات عملية من أجل تطوير أسواق وشركات التأمين وإعادة التأمين العربية، وهذا منطلق أساسي لو نجحنا به خلال السنة المقبلة نكون قد قمنا بنقلة فعلية نوعية لأعمال الاتحاد خاصة وقد تحدثنا بموضوع النقلة الرقمية وقلنا أن هذه النقلة هي نقلة فكرية ثقافية يجب أن تنعكس منذ البداية على طريقة عمل الاتحاد لأن التجمعات الإقليمية هامة ولكن يجب أن تكون ذات جدوى حسب تصورات استراتيجية كمية محددة تحدد من المسؤول عن القيام بكل الأعمال وإشراك أكبر ما يمكن من الخبرات العربية والوطن العربي وقطاعات التأمين العربية وأسواق التأمين العربية التي لها من الخبرات والكفاءات ما يستدعي الانفتاح عليها لتفعيل دورها على مستوى أسواقنا العربية.

بزنس لايف: وفي حال لم نتغير إلى أين سنصل؟

الأسعد زروق :أقول ما قاله أحد أكبر زعماء البلدان في مؤتمر دافوس عام 2017 عندما قال أن الثورة الصناعية الرابعة (الثورة الرقمية) هي واقع لا مفر منه. لو كان بإرادتنا أن ننخرط فيها فقد نجد مكاننا. وإذا لم ننخرط فيها إرادياً سيكون هناك اندثار. أي أن كل المجتمعات والشركات والمؤسسات والاتحادات الإقليمية أو الجهوية التي لا تنخرط فعلياً وإرادياً في هذه النقلة الرقمية – والتي أؤكد أنها نقلة فكرية لأن التفكير شبح مدمّر- لو لم يحدث ذلك فأعتقد أن مآل كل بلدان العالم الاندثار وستعيش على الهامش. إن الثورة الصناعية الثانية أو الأولى أو الثالثة جعلت اقتصاديات العديد من البلدان تتطور نحو الأفضل وجعلت العديد من البلدان تعاني من مشاكل جمّة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي لعدم مواكبتها للتطور الهائل. وأنا سعيد جداً أن مجلس الاتحاد له نظرة استراتيجية واضحة في هذا المجال. هناك وعي بتحديات المرحلة وانخراط تام إرادي بمساوئها ومحاسنها، لكن نتحمل المسؤولية وسننطلق فعلياً من نظرتنا الاستشرافية. ولقد استشهدت في مداخلتي الأولى ببيت شعر للشاعر التونسي الكبير أبو القاسم الشابي:
ومن لم يتعلم صعود الجبال يعِش أبد الدهر بين الحفر
نحن نرفض أن نعيش في الحفر وسنحاول صعود القمة وسنضع كل إمكانياتنا الفكرية والمالية والبشرية من أجل إنجاح هذه العملية.

بزنس لايف: أود أن أسألك: هل تعتقد أن هذه النقلة الرقمية ستؤدي إلى خسارة عدد كبير من الوظائف البشرية؟

الأسعد زروق :أنا متفائل بطبعي. في كل مرحلة في تاريخ البشرية كان هناك اندثار لطرق الأعمال والوظائف ولكن قوة الاقتصاديات العالمية وكل البلدان التي تطورت هي خلق فرص عمل أكبر بكثير من فرص العمل التي تندثر. وبالتالي نفس العملية بالنسبة للنقلة الرقمية. هناك العديد من المهن ستندثر طبيعياً لأنه سيقوم محلها الذكاء الاصطناعي والروبوتات والبيانات الضخمة ولكن في نفس الوقت فإن ما يسمى بالاقتصاد المعرفي يفتح آفاق كبرى. نسبة البطالة في البلدان العربية هي نسبة كبيرة جداً ولا مجال لخلق فرص العمل في الصناعات التقليدية لأن هناك فرق كبير بين مكامن قدرات خلق فرص عمل في البلدان العربية. وبالتالي فإن خيار النقلة الرقمية والتجديد التكنولوجي والتكوين البشري والتعليم الإلكتروني والتعليم العميق يخلق مواطن عمل كثيرة. وأنا متأكد أن كل البلدان وكل القطاعات وكل الأسواق التي تنخرط يكون لها إمكانية خلق فرص عمل جديدة تفوق بكثير فرص العمل، ولهذا السبب نؤكد على أهمية التكوين البشري أي تكوين الموارد البشرية. فعندما يفقد الإنسان عمله فإن بإمكانه بواسطة هذه النقلة الرقمية وهذه التكنولوجيا المتجددة أن يكتسب مهارات جديدة تفتح له آفاق جديدة.

بزنس لايف: كان السيد هينر من ألمانيا يتحدث حول التوعية وكم هي نسبة التوعية ضئيلة في الدول العربية مقارنةً بالدول الأجنبية. ما هو رأيك في هذا الموضوع؟ وما هو تعليقك على الخطاب الذي قدمه أو الورقة التي قدمها هينر؟

الأسعد زروق :أعتقد أن الأستاذ هينر وكل المداخلين قد تعمقوا بجد في الانعكاسات الإيجابية والسلبية لهذه النقلة الرقمية ولهذا التجديد التكنولوجي؛ مخاطرها ومساوئها وزيادة الفرص التي ستخلقها. الأستاذ هينر يتحدث عن الوعي. وأنا أعتقد أن ما يحدث في البلدان العربية على المستوى السياسي والجيواستراتيجي بعض الناس تنظر إليه بطريقة سلبية ولكن كل الناس تعلم أن الانفجار الضخم الذي خلق الكون وهو ما يسمى الزلزال ولهذا السبب نتكلم عن عالم مخرب يعني التحطيم من أجل إعادة البناء على أسس صحيحة. أنا أنظر إلى الواقع العربي الحالي نظرة إيجابية لأن هناك تفاعلات جيواستراتيجية واقتصادية ونقلة رقمية وسرعة غير متوازنة من بلد إلى آخر، لكن أنا متأكد أن هذه إرهاصات لواقع جديد يرتفع فيه كل الوعي عندما نستمع إلى العديد من النخب السياسية في البلدان العربية تتحدث عن تجاوز الاقتصادية الريعية والاقتصاديات التقليدية من سياحة تقليدية أو في تونس صناعة معملية من أجل الانخراط الفعلي في النقلة الرقمية والذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة. فهذا كله إرهاصات لمستقبل أتمنى أن يكون طيباً.

 

بزنس لايف: أستاذ الأسعد بخصوص السوق التونسي كونك الرئيس المنتخَب الجديد للأمانة العربية للتأمين فكيف ستساعد شركات التأمين التونسية والصناعة التأمينية في تونس؟

الأسعد زروق :أعتقد أن سوق التأمين التونسية التي هي من مؤسسي الاتحاد العام العربي للتأمين تحاول دائما المساهمة في دفع العمل العربي المشترك.  فعندما قدمت إلى الاتحاد العام العربي للتأمين كنت أحمل رسالة من السوق التونسية لأن هناك تفاعلات كبرى في السوق التونسية وتغيرات على مستوى طريقة التعامل وعلى مستوى آليات التسويق وعلى مستوى تكوين الموارد البشرية وعلى مستوى الاستثمار في التجديد التكنولوجي. هناك في تونس تغيرات كبرى صاحبت التغيرات الاقتصادية والسياسية وأعتقد أننا أردنا اقتراح تفكير وتخطيط استراتيجي من أجل التفاعل مع كل الأسواق العربية لنفيد ونستفيد، لأن هناك قصص نجاح في الأسواق العربية قد نستفيد منها في تونس ولكن كذلك يوجد قصص نجاح في تونس ممكن أن تفيد بقية الأسواق. بسبب هذه التفاعلات وردود الأفعال بين كل الأسواق والشركات العربية للتأمين وإعادة التأمين والمنخرطة في الاتحاد العام العربي للتأمين أعتقد أننا سنخلق منصة. فالبيانات الضخمة هي منصة للتواصل بين كل المكونات. هذا قدرنا. قدرنا الانخراط في هذا المجال والتفاعل على مستوى التجارب وربما الفشل فونستون تشرشل يقول: "النجاح هو الذهاب من فشل إلى آخر دون إحباط إلى أن يأتي هذا النجاح".

بزنس لايف: حسناً، ما رأيك في التنظيم الذي حصل في تونس الخاص ب GAIF والذي تم عقده وكان اليوم آخر يوم له؟ ما هو انتقادك البنّاء؟ وما هو شعورك اليوم؟

الأسعد زروق :لست من الأشخاص الذين يحبون الرضا عن النفس. كل ما نقوم به هو مجهود بشري. أتمنى أن يكون المشاركون قد وجدوا في بعض الاستجابة لما كانوا يتطلعون عليه في المشاركة في هذا المؤتمر. اجتهدنا ولكن كل عمل إنساني يحتوي تقصيراً. أنا انطلقت من الاعتذار لكل المشاركين عن كل تقصير وكل إشكال تعرضوا له في مجال تنظيم هذا المؤتمر. إن شاء الله تكون المناسبات القادمة في تونس أفضل. سنقيّم العملية وسنرسل لجميع المشتركين شكراً لمشاركتهم وكذلك طلب لاقتراح ما يمكن تحسينه لأن هناك مواعيد قادمة في تونس فهناك موعد قرطاج سنة 2019 وهناك لقاء إفريقي عالي المستوى في بداية سنة 2019. وسنحاول تقييم ما حصل في هذا المؤتمر لنراكم النجاحات ولكن الأهم هو أن نتجاوز النواقص. نعتذر مجدداً لكل المشتركين عن كل النواقص التي لاحظوها في تونس. فتونس بلد سياحة. لقد اجتهدنا وساهمت العديد من الأطراف معنا. نوجه كل الشكر على سعة رحابة الصدر وعلى ما وجدناه منهم من تفهم لبعض الإشكاليات. ونتمنى أن يعودوا إلى تونس مرات ومرات. تونس تبقى دائماً بلد استقبال وترحيب بكل الأشقاء والأصدقاء في جميع المجالات.

بزنس لايف: وخاصة سعادة رئيس جمهورية دولة تونس الذي رعى بنفسه المؤتمر وهذه خطوة إيجابية جداً.

الأسعد زروق :إنه يحمّلنا مسؤولية كبرى فعندما يتم وضع مؤتمر تحت رعاية رئيس جمهورية تونس فهذه- حسب اعتقادي- ثقة في الاتحاد التونسي واللجنة التنظيمية لهذا القاء لكن في نفس الوقت تحمل مسؤولية تُلقى على عاتقي. نتمنى أن نكون قد حاولنا. لنا شرف الاجتهاد والمحاولة. ونتمنى أن نكون قد عملنا على الأقل ما يمكن كحد أدنى من الاستقبال وتوفير ظروف الراحة. فالحمامات ساعدتنا فهي منطقة رائعة جداً. وإن شاء الله نكون قد قدمنا ما يمكن تقديمه وأجدد اعتذاري. فكل عمل بشري يحتوي نواقص. وسنقيّم العمل وإن شاء الله تكون المناسبات القادمة أفضل.

 

بزنس لايف: أستاذ الأسع، نحن نعلم أن حضرتك مسؤول عن جامعة شركات التأمين التونسية Flusa ومسؤول عن شركة كبيرة من شركات التأمين وهي MEA وهي شركة تعاونية التأمين للتعليم، والآن أُسند إليك منصب جديد وكبير على صعيد الدول العربية جمعاً. فكيف ستستطيع التنسيق بين هذه الأعباء الكبيرة؟ وما هي تطلعاتك؟

الأسعد زروق :إذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسام. أسواقنا ومؤسساتنا واقتصادياتنا العربية في وضع صعب. وكل شخص منا مطالب ليس في بذل 100% من طاقته بل بذل  200% من طاقته لأن أجدادنا جعلوا هذه البلدان يطيب فيها العيش، وفي ظل الصعوبات الحالية إذا لم نجتهد لنسلم الأجيال المقبلة أمل العيش في بلدان يطيب فيها العيش نكون قد خذلنا أمانة السابقين وثقة الأجيال القادمة. لا يمكن أن يغنينا في الدنيا أي شيء على بذل كل قصارى الجهد من أجل توفير الظروف الملائمة لتطوير اقتصادياتنا ومجتمعاتنا وأعتقد أن هذا يمدنا بقدرة وقوة وطاقة لا حدود لها. وليس هناك عمل شخصي بل عمل مجموعات. فعندما نرى الشباب والشركات التي اجتمعت والصحافة التي جاءت و ما بذلته لتوفير كل الظروف الملائمة فأنا اجتهدت لأكون منسق يحاول وبمساعدة كل الأطراف لأنهم هم من قاموا ب90% وأنا كنت ربما في الصورة ولا يسعدني ذلك، فالنجاحات تُكتب دائماً لمن هم في الصورة ولكن أعتقد أن كل الفضل يعود إلى الجنود المجهولين ولكل من حاول واجتهد وكل من قدم إضافة، وأعتقد أن دوري هو أبسط دور في هذه المسألة.

بزنس لايف: كيف تقيّم الوضع الاقتصادي التونسي اليوم والوضع الاقتصادي العربي؟

الأسعد زروق :لا يخفى على إنسان اليوم أن الوضع الاقتصادي صعب في البلدان العربية، ولكن أملنا كبير أن هناك بعض بوادر التحسن ولا بد من القيام بإصلاحات. وهذا ما قلناه في الاتحاد العام العربي للتأمين، فنموذج الأعمال الذي عملنا عليه لسنوات ولأجيال قد يكون أعطى نتائج. لكنه حالياً لا يمكن الاستمرار به، فالعالم تغير وعلينا أن نغير تفكيرنا ويجب أن نغير نمط سلوكنا. لا يوجد حل سوى إعادة النظر في طريقة تفكيرنا وطريقة تعاملنا مع الواقع. ونحن بكل تواضع نعلم حدودنا ومساوئنا ولكننا نعلم قدراتنا ونؤمن بها ونعرف إشكالياتنا. إن خارطة الطريق واضحة ويجب الانطلاق الفعلي في الإصلاحات في كل المجالات وأعتقد أن النتائج ستكون جيدة.

 

بزنس لايف: لقد رأيت أحد الشهود الذي جاء ليبارك لك ويتشكرك على الاستقبال الباهي والجيد الذي استقبلته تونس وخصوصاً FTUSA وشركات التأمين التونسية وقال لك: نحن اليوم سعيدون للغاية أنك أصبحت الرئيس الجديد لأمانة الشركات العربية للتأمين GAIF ولكننا نتوقع قفزة نوعية كبيرة من حضرتك.

الأسعد زروق :شرف كبير أن أسمع هذا الإطراء. ولكني قد عشت بعض السنوات في بلدان غربية وقلت ذلك لأعضاء المجلس. عندما نضع عربي مع أجنبي في نفس الظروف فمن المحتمل جداً أن يكون العربي هو الأول، وعندما نضع اثنين عرب واثنين أجانب فليس لدينا أي إمكانية للنجاح لأننا لم نعتد على العمل سويةً. طريقة العمل الجماعي والتواضع من أجل الانفتاح على رأي الآخر والتفاعل الإيجابي. فنحن كأفراد لا نملك الحقيقة والحقيقة مجزأة بين كل الأطراف مهما كانت. أنت صحفية ولك دور كبير في تحقيق الأهداف وأنا لي دور. كل فرد مهما كان موقعه له دور كبير في إنجاح الموضوع. الأمر الذي وقعت به هو أنني سأكون المنسق بين كل هذه الإمكانيات المتاحة للتجميع ولتكوين فريق قادر على العمل الجماعي والنتائج ستكون أفضل. أنا متأكد من ذلك.

 

بزنس لايف: أشكرك كثيراً أستاذ الأسعد زروق وكل الدول العربية وكذلك الأجنبية فخورة بك ونحن فخورون أن لدينا شخص مميز ولديه صفات مميزة ليقود المركز المرموق كرئيس لشركات التأمين العربية.

الأسعد زروق :أشكرك على كل المجهود الذي تقومين به سيدة عفاف. وأتمنى أن أراك في تونس في مناسبات قادمة إن شاء الله. أنت في بلدك تونس.