تلتقي مجلة بزنس لايف اليوم رجل اعمال لبناني بارز هو رفيق بازرجي رئيس رابطة اللاتين في لبنان ورجل أعمال له تاريخ حافل في الاقتصاد والسياسة وله تجارب رائدة في لبنان على مستوى الفنادق وقطاع السيارات.

فقد كان للجهد الكبير والعمل المضني الذى قام به رفيق بازرجي الفضل فى سير العمل في رابطة اللاتين في لبنان بسلاسة ونجاح .

في مستهل حديثه يتطرق رفيق بازرجي إلى رؤيته لمنطقة الشرق الأوسط كمركز سياحي ديني هام مذكراً بأن المنطقة  ككل  شهدت انطلاقة جميع الأديان من يهودية، مسيحية، إسلامية ودرزية من جميع الدول العربية. وجميعها تحتوي سياحة دينية في غاية الأهمية، وهو ما دفع البابا فرنسيس إلى أن يعمل ليعيد وضع لبنان على خارطة السياحة الدينية، التي غاب عنها على امتداد 12 سنة، وعبر بازرجي عن تفاؤله بعودة الازدهار إلى لبنان رغم الحالة الاقتصادية الصعبة التي يمر بها، والتي قد تستمر حتى العام المقبل، لكن وبدءاً من منتصف 2019 يأمل أن يقبل لبنان على ازدهار كبير. فقد حان الوقت لانتهاء الظروف التي مرت بها المنطقة منذ 1948، والتي قد تنضج قريبا.

 

بزنس لايف: ما هي رؤيتك فيما يتعلق بالسياحة الدينية والاقتصاد اللبناني؟

رفيق بازرجي: نحن نعلم أنه جرى التخطيط لسياحة دينية في لبنان منذ مدة إذ بدأت من اتوستراد القديسين الذي أقيم شمالاً ولدينا أيضاً عدّة أماكن عبادة ك”حريصا”، “يسوع الملك”، “الحرديني” و”رفقة”.. وغيرها من مناطق السياحة الدينية بالإضافة إلى أن لبنان هو بطبيعة الحال بلد سياحة، ترانزيت وخدمات في الجزء الأكبر منه، كما يرتكز لبنان على التجارة والصناعة والزراعة بنسبة خجولة.

 ومع ذلك تمكن لبنان رغم كل الصعاب من أن يضاهي أوروبا في سياحته، مطاعمه وخدمات فنادقه بسبب ثقافة شعبه فأنا أتأمل خيراً رغم أنه ما تزال أمامنا سنة صعوبات لكن الحل سياتي وأن طال أمده.

بزنس لايف: هل من الممكن أن تطلعني على تاريخ رابطة اللاتين؟ 

رفيق بازرجي: أترأس رابطة اللاتين منذ عام 2010 حتى اليوم . بدأت الرابطة منذ عام 1965 برئاسة المونسنيور SMITH  ومع بداية الحرب في عام 1974 توقفت رابطة اللاتين مثل سائر الأنشطة الاخرى في لبنان، وعادت إلى العمل في 1985 تقريباً وأصبح اسمها “رابطة اللاتين في لبنان”.

انتخبت رئيساً للرابطة في 2010 . قمت بالعديد من الإنجازات وأعدنا إنطلاقها، بناء مكتب جديد للرابطة، كنيسة جديدة لمار بولس في عين سعادة-الفنار. واليوم أصبحت رابطة اللاتين مثل سائر الرابطات المسيحية تحتل مكانها في المجتمع.

 يبلغ عدد اللاتين في لبنان حوالي 20 ألف نسمة، أتوا من جميع الدول العربية وما تبقى من الرعايا الأوروبيين الذين جاؤوا إلى الشرق الأوسط واستقروا فيه. عرفوا في الخارج بال “ROMAN CATHOLIC”

فأغلب الرهبنات في لبنان هي رهبنات لاتينية رغم أننا أقلية في لبنان إلا أننا أكثرية في العالم، نؤمن بحوار الأديان والتعايش الإسلامي المسيحي وأنه لا يمكن لنا العيش دون بعضنا البعض وهذا التنوع هو ما يجعل المنطقة تزدهر وتنجح.

كما نؤكد على دعم الرابطة للسياحة الدينية في لبنان ولقطاعي الصحة والتعليم، والمساعدات الإجتماعية وإلى انفتاحها الكبير على مختلف الطوائف والأديان، آملا أن يصل لبنان إلى مرحلة لا يكون فيها محاصصة سياسية بين الأديان، ويعمل على ثقافة “ الرجل المناسب في المكان المناسب.”

بزنس لايف: أود أن تحدثني عن نفسك، من هو رفيق بازرجي رجل الأعمال للبناني، وما هي إنجازاته؟

رفيق بازرجي: أنا من مواليد الأشرفية (1962) وقضيت الحرب بطولها في لبنان ولم أغادر لبنان. فأنا مغرم كما يقال “بالأرزة والعنزة”، ورغم كل ما حدث في لبنان ما زلت مؤمناً به، تربيت ودرست في لبنان. وبدأت العمل باكرا” مع والدي في قطاع السيارات ومنذ خمس سنوات انتقلت من قطاع السيارات إلى بناء مجمع سياحي “بيوتي” الذي صنف كأهم فنادق في الشرق الأوسط ومركزه في بيت الدين (الشوف). فأنا ضدّ هجرة الشباب إلى الخارج والمحافظة على شبابنا ككل وبقائهم في لبنان، وإيجاد فرص عمل تليق بثقافتهم وإرثهم ومحبتهم لوطنهم لبنان.

بزنس لايف: إلى أين تطمح أن تصل رابطة اللاتين؟

رفيق بازرجي: نعمل حالياً على جمع البيانات (LATINDEX) عن سائر اللاتين، ونسعى للانفتاح على جميع الطوائف الأخرى بدءا من المسيحيين ومن ثم المسلمين في جميع المجالات الخيرية لتغطية كامل الأراضي اللبنانية. نرفض الفقر، المرض، البطالة،.....كلها أمور مرفوضة، ونرفض استعمال الأديان لأهداف سياسية  فالأديان يجب أن تجتمع معاً لتتفق على سياسة واحدة  لخلاص الوطن. لا لاستعمال السياسة لتفريق الأديان.    أما بخصوص مقعد الأقليات في المجلس النيابي الذي يضم 6 طوائف ويبلغ عددهم حوالي 90 ألف نسمة، فحتى تاريخ اليوم يتمثلون بنائب واحد خلافا” للطوائف الأخرى. فإننا نعمل منذ عدّة سنوات مع النائب السابق نبيل دو فريج لأجل زيادة 4 مقاعد في المجلس يتم توزيعها كالتالي: واحد للسنة - واحد للشيعة - واحد للسريان الكاثوليك - واحد للسريان الأرثودكس ليبقى مقعد الأقليات للطائفة اللاتينية إسوة” بالطوائف الأخرى. فهذا القانون تم إيقافه دون معرفة السبب مع العلم أن 20 ألف علوي في لبنان يتمتعون بنائبان.                                                                     حان الوقت لجميع طوائف الأقليات أن تتمثل في المجلس النيابي، والوزارات وموظفي الفئة الأولى والجيش اللبناني والأمن الداخلي وجميع الوظائف المتعلقة بالدولة اللبنانية.

بزنس لايف: ما رأيك  بقطاع السياحة، و ما هي إنجازاتك    في دير القمر - بيت الدين، وما الذي  يميز بيوتي؟

رفيق بازرجي: مشروع بيوتي هو من أوائل بيوت الضيافة في لبنان، يقع قرب بيت الدين (الشوف). هو كناية عن 18 بيت تقليدي من الحجر مع السطوح الترابية المزروعة بالياسمين في مساحة أرض تبلغ 30،000 ألف متر مربع تتيح للسائح قضاء وقت إستجمام في الطبيعة وتعريفه إلى السياحة الريفية. فهذه المشاريع تشجع ساكني الريف البقاء في مناطقهم وإيجاد فرص عمل لهم والبقاء في ربوعهم.

بزنس لايف: ما رأيك بالليرة اللبنانية الآن ومستقبلاً؟

رفيق بازرجي: أحترم رياض سلامة حاكم مصرف لبنان فما فعله لم يستطع أحد إنجازه إذ تمكن من الحفاظ على قيمة صرف الليرة. هو رجل اقتصادي من الطراز الأول، ولكن لكل شيء نهاية والبلد سيصل إلى مكان ستترتب عليه استحقاقات مالية ضخمة، فهل يا ترى ما يزال بإمكاننا “إخراج أرنب من القبعة”؟ وهذا قد يضطرنا إلى القبول بشروط سياسية لم نقبل بها في حياتنا، وسترغم البلد على القبول بها؟ ربما هذا هو المخطط المراد تنفيذه. ومشكلتنا ليست اقتصادية وإنما سياسية.

بزنس لايف: أنتم عائلة مشهورة في عالم السيارات، ووكلاء لأهم الماركات، لماذا انسحبت من هذا المجال؟

رفيق بازرجي: ما زلت أحب السيارات ولكن ثمة أشياء أخرى يمكنني إنجازها في الحياة، فلكل شيء وقته ولكل فترة زمنية أربابها، فإني الآن أتمتع بأسمى ما خلقه الله وهو الطبيعة.